طرح الأندية المصرية بالبورصة- فرص ومخاطر وتحديات النجاح

أكد محمد جاب الله، الخبير المتمرس في أسواق المال، أن إدراج الأندية المصرية في البورصة يمثل خطوة غير مسبوقة في السوق المصرية، مشددًا على أهمية الترويج الفعال قبل الشروع في هذه الخطوة، نظرًا لوجود مزايا جمة ومخاطر محتملة قد تؤدي إلى إخفاق الطرح.

ويذكر أن نادي غزل المحلة كان الرائد في هذا المسعى، حيث سعى جاهدًا نحو القيد في البورصة المصرية في عام 2022، من خلال طرح 98 مليون سهم في شركة كرة القدم بقيمة إجمالية قدرها 98 مليون جنيه مصري. ومع ذلك، لم تكلل هذه التجربة بالنجاح المنشود، حيث لم يتم بيع سوى 17.6 مليون سهم فقط.

وفي حديثه مع "الاقتصادية"، أوضح محمد جاب الله أن "شروط طرح الأندية في البورصة تتطلب في المقام الأول حملة ترويجية مكثفة وشرحًا وافيًا للمستثمرين حول طبيعة المجال، فضلًا عن التسعير المناسب للطرح".

وأردف قائلًا: "من حيث المزايا، فإن هذا القطاع يعتبر جديدًا تمامًا، ويمثل إضافة قيمة للسوق المصرية، مما يعود بالنفع من خلال تحقيق التنوع وزيادة عمق السوق. أما بالنسبة للمخاطر، فيلاحظ أن المستثمر المصري يفتقر إلى ثقافة الاستثمار في القطاع الرياضي بشكل عام".

وكشف أيضًا: "إذا ما نظرنا إلى الأندية الكبرى في مصر، مثل الأهلي والزمالك، فسنجد أن احتمالية نجاحهما أكبر بكثير في حال الطرح، نظرًا للشعبية الجارفة التي يتمتع بها هذان الناديان. ومع ذلك، فإنه من الضروري أولًا إجراء دراسة متأنية حول العوائد التي سيجنيها المستثمر من الاستثمار في الأندية، وهو ما يعرف بالوعي الاستثماري. ولا يزال هذا الأمر غامضًا إلى حد كبير فيما يتعلق بالقطاع الرياضي".

وأشار إلى أنه "في غياب الوعي الاستثماري، فإن التجربة قد تكون لها عواقب وخيمة، ولا يجب أن ننسى أن صدى فشل تجربة غزل المحلة لا يزال يتردد في الأذهان. وعلى النقيض من ذلك، فإن التجربة ستكون ذات فائدة جمة إذا تم تعزيز الوعي الاستثماري فيما يتعلق بالقطاع، كما ذكرت سابقًا، حيث إن نسبة النجاح ستكون مرتفعة جدًا (تقترب من 90%)، لأن السوق مؤهل تمامًا لهذا الأمر".

واختتم حديثه قائلًا: "أعتقد أن الأندية المصرية ستقبل على خوض هذه التجربة خلال العامين المقبلين، شريطة ضمان نجاحها أولًا، لأنها في أمس الحاجة إلى السيولة اللازمة للتوسع في أنشطتها المختلفة".